أطلقت شركة هولسيم مشروع إعادة تأهيل جزء من مقلعها في منطقة شكا والذي تبلغ مساحته حوالي 132 ألف متر مربع. يقع المشروع ضمن خطّة تمتدّ لفترة سنتين تمّ وضعها عام 2019 من قبل خبراء في مجال إعادة تأهيل المقالع وإصلاح النظم البيئية. يهدف المشروع إلى تأهيل الموقع من حيث تحسين وحماية التنوّع البيولوجي وتعزيز الغطاء النباتي للحدّ من انجراف التربة.
تمّ مؤخّراً اختتام المرحلة الأولى والتي تتضمّن أعمال هندسية لوضع التصميم النهائي والحفر وتحضير البنية التحتية اللازمة مثل بناء الجدران الحجرية وأحواض المياه استعداداً للمرحلة المقبلة. ترتكز المرحلة الثانية على زراعة أصناف محلية المنشأ مثل الزيتون والخرنوب والتين وغيرها من الأصناف المحليّة وذلك تماشياً مع التنوّع النباتي في الطبيعة المحيطة.
“نحن ملتزمون بإدارة المقالع بشكل فعّال وإعادة تأهيلها وفقاً للخطّة التي وضعناها بالتعاون مع المعنيين. التزامنا هو جوهر مسؤوليتنا تجاه المحيط ويتمّ ترجمته إلى مشاريع تعيد دمج المواقع مع طبيعة المنطقة المحيطة.” أعلن جميل بو هارون، مدير عام شركة هولسيم.
تمّ تصميم المشروع بالتشاور مع الجهات المعنيّة والسلطات المحلّية وتحت إشراف خبراء في مجال إعادة تأهيل المقالع. “نحن ندعم مبادرة شركة هولسيم لما لها من نتائج إيجابية على الصعيدين البيئي والمجتمعي لأهالي البلدة كما نأمل أن تشمل المبادرة مساحات إضافية في المستقبل.” أضاف فرج الله كفوري، رئيس بلدية شكا.
“يعتمد المشروع على مساعدة النظام الإيكولوجي على التعافي والحدّ من انجراف التربة وإعادة إحياء التنوّع النباتي والحيواني مما يزيد من فرص نجاح عملية إعادة التأهيل.” بحسب د. كارلا خاطر، مديرة أبحاث في المجلس الوطني للبحوث العلميّة في لبنان. بدوره أعلن د. جوني فنيانوس، مدير شركة ASE وأحد الخبراء في المشروع، “نحن نثق أنّ هذا المشروع سيشكّل نموذجاً يمكن أن يحتذى به لتأهيل المقالع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.”
في المقابل حذّر رئيس لجنة كفرحزير البيئية جورج قسطنطين العيناتي ان جزء كبير من مقالع شركة هولسيم غير قابل للتأهيل لأن ارتفاع جبهات القطع تتعدى في العديد من النقاط 100 متر لتصل الى 150 متراً. ورأى عيناتي ان مشروع التأهيل يهدف لذرّ الرماد في العيون حتى ينشغل الناس عن ما يحدث من مساءلات وادعاءات قضائية. وأضاف: “يجب أن يوقف العمل بهذه المقالع حتى يتم الانتهاء من التحقيقات القضائية بموجب الاخبارات التي قدمناها بالإستناد الى محضر ضبط قامت به وزارة الزراعة بحق شركة هولسيم لإزالتها حرج بلدة كفرحزير وهو أكبر محضر ضبط في تاريخ الزراعة في لبنان، ويتضمن جرف 50 ألف متر من التربة في كفرحزير وما يزيد عن 10 آلاف شجرة سنديان. وختم عيناتي: “التأهيل حجة لسرقة المزيد من الاتربة، ولن نسمح لشركة هولسيم ولا لشركة الترابة الوطنية بسرقة المزيد من الأتربة، بعد أن استولوا على مليارات الأطنان من تراب الكورة”.
بدوره يقول رئيس هيئة حماية البيئة شكا بيار أبي شاهين أن نغمة تجليل وتشجير مواقع شركة هولسيم نسمعها منذ أكثر من 25 سنة. فاثر زيارتنا مع أول وزير للبيئة سمير مقبل سنة 1993 شركة هولسيم طالبنا بمعالجة التشوهات الكبيرة إثر تفجيرها بالمقالع، ووعد مديرها العام الراحل كارلوس خوري بالبدء فورا بالتجليل والتشجير والمفارقة أنه ذكر نفس هذا الموقع ومساحته 132 ألف متر مربع تقريبا.
وأضاف أبي شاهين “هناك بعض الحيطان موجودة منذ ذلك الحين و قد عاينتها منذ أقل من 3 أشهر ليتبين أن بعض المواقع غير قابلة للتجليل. وسأل: “من يضمن أن هذه الشركة ستلتزم؟ وانها لن تاخذ الاذن بالحفر لمدة سنتين بحجة التأهيل وتتهرب او تتذرع بضيق الوقت لتمديد المهلة؟ ومن يقصد مدير عام شركة هولسيم بالمعنيين وهو نفسه الذي كان يخطط لحرق 4500 طن نفايات في أفران الشركة وحرق الادوية ايضا وقد تصدينا له يومها؟ ولماذا لا يطالب السيد فرجالله كفري رئيس بلدية شكا بحقوق بلدته وهو الذي اجّر مقلع مساحته 106000 م2 لهذه الشركة لحفره وهو مشاع لاهالي وطى القبو من اهالي شكا ولا يحق له تأجيره بـ 250 الف دولار أميركي، بينما الكمية التي استخرجت وتستخرج منه مقدرة بين 30 الى 40 مليون دولار أميركي وهناك شكوى لدى ديوان المحاسبة بهذا الخصوص وعند المدعي العام المالي.
وختم أبي شاهين: “نحن من طالب دائما بتأهيل المقالع التي شوهت واجهة شكا البحرية وساحل بلدة الهري ولكن من ضمن خطة مستدامة لكل المقالع ولجميع الشركات، على أن يتم ذلك وفق خطة زمنية تكفل الرقابة من جهة مستقلة وليست منتفعة من المشروع”.
حسين رسلان